السلطه تفسد الأفضل 1867
میخائیل باکونین
ترجمه : مازن کم الماز
إن الدوله لیست إلا هذه الهیمنه و الاستغلال بعد أن یتم تنظیمها و ترتیبها . سنحاول أن نبین أنها کذلک بدراسه نتائج حکم جماهیر الشعب من قبل أقلیه , فی البدایه ذکیه و مخلصه بالقدر الذی تریده فی دوله مثالیه قائمه على عقد حر.
افترض أن الحکومه ستکون محصوره فقط على أفضل المواطنین . فی البدایه تقوم امتیازات هؤلاء المواطنین على الواقع و لیس على الحق . لقد جرى انتخابهم من قبل الشعب لأنهم الأکثر ذکاءا و براعه و حکمه و جرأه و إخلاصا . قادمین من جماهیر المواطنین الذین یعتبرون متساویین جمیعا فإنهم لا یشکلون طبقه منفرده بعد , بل مجموعه من الأشخاص أصحاب الامتیازات بالطبیعه فقط و لهذا السبب تم اختیارهم بالانتخاب من شعبهم . إن عددهم محدود جدا بالضروره , لأنه فی کل الأوقات و فی کل البلاد فإن عدد الأشخاص الموهوبین بمیزات استثنائیه کهذه , بحیث أنهم یستحقون أوتوماتیکیا الاحترام الجماعی لشعب , هو , کما تعلمنا التجربه , محدود جدا.
هنا إذا مجتمع منقسم إلى فئتین , إن لم یکن بعد إلى طبقتین , تتألف إحداها من الغالبیه العظمى للمواطنین التی تخضع طوعا لحکم قادتها المنتخبین , أما الأخرى فهی تتألف من مجموعه صغیره من الأشخاص ذات الطبیعه الغنیه , و المعترف بهم و المقبولین على هذا النحو من الشعب , و المکلفین من قبلهم بأن یحکموهم . معتمدین على الانتخاب من الشعب فإنهم فی البدایه یتمیزون عن جماهیر المواطنین فقط بمیزاتهم الفعلیه التی زکت اختیارهم و الذین بطبیعتهم الأکثر إخلاصا و فائده للجمیع . إنهم لا یغتصبون لأنفسهم حتى الآن أیه امتیازات , أی حق خاص , ما عدا ما یخص ممارسه الوظائف الخاصه التی فوضهم بها الناس , وفقا لرغبه هؤلاء الناس حتى الآن . بالنسبه للبقیه , حسب طریقه حیاتهم و ظروف و وسائل وجودهم , فإنهم لا یعزلون أنفسهم بأیه طریقه عن الآخرین , لهذا الحد من الکمال تستمر المساواه بحکمهم جمیعا . لکن هل یمکن لهذه المساواه أن تستمر ؟ إننا نعتقد أنه لا یمکنها أن تستمر و لا یوجد ما هو أسهل من إثبات ذلک.
لا یوجد ما هو أشد خطوره على أخلاقیه الإنسان الخاصه من عاده الأمر . إن أفضل الرجال , أکثرهم ذکاءا و نزاهه و شهامه و نقاءا , سیفسده هذا الوضع فی کل الحالات و بطریقه لا تخطئ أبدا . هناک شعوران أصیلان فی السلطه لا یفشلان أبدا فی إنتاج هذا الفساد فی الأخلاق : و هما احتقار الجماهیر و المبالغه فی تقدیر الشخص لحسناته الخاصه.
” إن الجماهیر ” یخاطب الرجل نفسه مدرکا عدم قدرتها حکم نفسها بنفسها “قد انتخبتنی کرئیس لها . بهذا الفعل فإنهم یقرون بنقصهم و بتفوقی . بین هذا الحشد من الناس لا یمکن بسهوله إیجاد أی نظیر لی , فإننی وحدی القادر على توجیه الشؤون العامه . إن الشعب بحاجتی , لا یمکنهم أن یسیروا أمورهم من دون خدماتی , بینما أنا على العکس من وضعهم هذا یمکننی أن أکون بخیر وحیدا نفسی , لذلک علیهم أن یطیعونی لصالح أمنهم الخاص , و بتنازلی لإطاعتهم فإننی أقوم بمعروف لهم.
ألا یوجد فی کل هذا ما یدفع الرجل لیفقد عقله و قلبه أیضا و أن یصبح مجنونا بالغرور ؟ لذلک فإن السلطه و عاده السیطره و الأمر تصبح حتى بالنسبه لأکثر الرجال ذکاءا و فضیله مصدرا للانحراف , الفکری و الأخلاقی على حد سواء.
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=117855&r=0
نقلا عن
www.marxists.org/refernce/archive/bakunin/index.htm